الفتى العربيّ
إذا لَمْ أَغارَ لِعِرضِ الرّسولِ
فَأَعمَى..أَصَمُّ..وبلْ أَبكَمُ
ولولا عَنِ الخَوضِ في ذِي الأُمُورِ
وُعِظنَا بِنَهيٍ..كَما أَفهَمُ
وقالَ إذا كُنتُمُ مُؤمِنينَ
كما جاءَ في ( النُورِ )..(إنْ كُنتُمُ)1
لأَلجَمتُ بالحَرفِ خَيلَ العَروضِ
وأَمطَرتُ بالقافِ ما يُلجِمُ
وجَعجَعتُ بالمُرجِفينَ البُحورَ
صَوافِنَ يَعسُوب والأَرثَمُ
ولستُ على الضَّيمِ ذاكَ النّؤومُ
ومَا نامَ قَومِيَ أَو نُوَّمُ
ولكِنْ الى دَوحَةِ المُكرَماتِ
نَصُولُ جِهارَاً ومَا نَكتُمُ
ولستُ سِوَى عَرَبِيِّ الجُدُودِ
يُجيرُ الجِوارَ..وإنْ يُعدَمُ
أَيُعقَلُ أنَّ عَينِيْ تَنامُ؟
وعَينُ الأُمُومَةِ إذ تُكلَمُ؟
فلا والّذي ألزَمَ النَيِّرَيْنِ
بِأن لايَجُورَا..وما يَعلَمُ
لأَعْلُوا الصَّواهِلَ بالمُرهَفاتِ
حُروفَاً..وَمِثلِيَ لا يُهزَمُ
وأَفلِقُ هامَ البُحورِ الطِوالِ
ورَملٍ وزَجرٍ ومَا تمَّمُوا
عَفيفُ اللِّسانِ صَليبُ الجَنانِ
تَقِيُّ البَيانِ وما أظلُمُ
سَأَسْمُوا.. فَلا الطَّيرُ بالسّانِحاتِ
ومَا جابَ ذَروتَنا الهَيثَمُ
الى البَدوِ..والبَدوُ قَومٌ كِرامُ
وضَيفُهُمُ بالقِرَى يُكرَمُ
يُنَزَّهُ ذا المُنتَدى مِنْ سُباب
وبِالعَقلِ إنْ شِئتُمُ يُحكَمُ
فَمَا جَنَّ لِلسَمعِ..يَغدُوا الى
بِما جُنَّ لِلعَينِ..يَفتيْ الفَمُ
ولِلبَدوِ مِنِّيْ.. سَلامَ الأُباةِ
وَسِلمَ الصُّقُورِ..كَما أَنتُمُ
سَلامَاً على طَيِّباتِ الجُدُودِ
حفيدَةِ أسلافِنَا أَختمُ