يا عيـنُ هذا السيـدُ الأكبـــرُ = وهذه الروضةُ والمنـــبــرُ
يا عيـنُ ذا ما كنتي تـبـغـيـنهُ = فما لأجفانــكِ لا تـمطـرُ
وشاهدي في حرم المـصـطفــى= من نورهُ الساطـعِ ما يبـهـرُ
هذا مقامُ المصـطفى أحمــــد = فمثله الأعيــنُ لا تنـظــرُ
كل مقامٍ قــد سمى قــــدرهُ = في هذه الحضرةِ يستصــغـرُ
فأي هـمٍ فيه لا ينجـــــلي = وأي كـسـرٍ فيه لا يـجبـرُ
فمن ثراهُ الزعفرانُ انــتـمــى = ومن شـذاهُ المسـكُ العنبــرُ
ودت نجوم الأفق لو انـــــها = كانت قناديل بها تــزهـــرُ
قد حسدته سدرة المـنـتــهى = لما حوى والفلكُ الأنــــورُ
والكعبة الغــراءُ و المنحــنى = والحجر والأركانُ المـشـعــرُ
تجـمع الفضلُ به والنـــدى = والمـجـدُ والسؤدد والمفـخــرُ
فاسـتـبشري يا مقلتي باللقاء = فمن رأى الأحبــاب يستبشــرُ
من قرن الله اسمه باسمـــه = فإنه يذكــر إذ تـذكـــــرُ
صفاته العليا يـكـل الـورى = عن حصرها كالقطر لا يحـصـــرُ
من خصه الله تعالى بقـولــه = فاصدع بمــا تـؤمـــــرُ
يا أرفع الخـلـق مـقامـا ويا = أجل من ينهى ومن يــأمــــرُ
يا من لـهُ جاهٌ عظيــمٌ ومن = لـه لـواء الحمــد والكـوثــرُ
يا شفيع الخـلق إذا ما غـدت = لظى على أصحابها تـزفــــــرُ
ذخيرتي حــبكَ يا سيدي = فإنه أفضلُ ما يــذخــــــرُ
وفي الحشاء داءُ مقـيمُ ولا = يشفيه إلا من هو بــه أخــبـــرُ
قد عـجـزت عن طبه قدرتي = رفعت شكواي لمن يـقـــــدرُ
وقد توسلت إلى الـله فــي = شفائي دائي بك يا مـــنــــذرُ
فاشفع فإني بك مستشفــعٌ = وانصر فإني بــك مسـتنـــصـرُ
يا ألله يا رب يا ســيــدي = يا من هو بعلم الغيب مســتـأثــرُ
يا مستجيباً دعوة المبـتــلى = ودعوة المضطــر إذ يجـــئـــرُ
فـعـلمُ حالي قد غدى خافياً = عني فيـسـر كل ما يعــــســرُ
ولي ذنوبٌ أثـقـلت كـاهلي = إن لم تكن تغفـر من يغـــفــرُ
إن لم تـداركني بلطـفٍ فـيا = حزني ويا حسـرة من يخــســـرُ
وأنت قلتَ استغـفـروا ربكم = فها أنا قد جـئـت اسـتغفـــــرُ
وصلي يا رب عـلى المصطفى = وآله ما جــرت الأنـــــهــرُ