الثورات العربية
في أواخر عام 2010 ومطلع 2011 اندلعت موجة عارمة من الثورات والاحتجاجات في مُختلف أنحاء الوطن العربي بدأت بمحمد البوعزيزي والثورة التونسية التي أطلقت وتيرة الشرارة في كثير من الأقطار العربية وعرفت تلك الفترة بربيع الثورات العربية.[1][2] من أسباب هذه الاحتجاجات المفاجئة انتشار الفساد والركود الاقتصاديّ وسوء الأحوال المَعيشية، إضافة إلى التضييق السياسيّ وسوء الأوضاع عموماً في البلاد العربية.[3][4] انتشرت هذه الاحتجاجات بسرعة كبيرة في أغلب البلدان العربية، وقد تضمنت نشوب معارك بين قوات الأمن والمُتظاهرين ووصلت في بعض الأحيان إلى وقوع قتلى من المواطنين ورجال الأمن.[5] تميزت هذه الثورات بظهور هتاف عربيّ أصبح شهيراً في كل الدول العربية وهو: "الشعب يريد إسقاط النظام".
اسباب الثورات العربية:
القمع والاستبداد:
معظم الدول العربية تملك سجلا سيئا في حقوق الإنسان, وذلك لاستبداد الحكام وتشبتهم بالكراسي لعقود طويلة, إضافة لمجيئهم للحكم بطرق غير شرعية, فالزعيم الليبي معمر القذافي على سبيل المثال هو أقدم حاكم على وجه الأرض وجاء للحكم بانقلاب عسكري سنة 1969 اسماه ثورة الفاتح, أيضا في سوريا وصل الرئيس بشار الأسد إلى الحكم خلفا لابيه حافظ عام 2000 في سابقة لم تشهدها الدول العربية في نظام الحكم الجمهوري, حيث تم تعديل الدستور في 15 دقيقة ليناسب عمر بشار ويتمكن من حكم سوريا, أيضا في مصر واليمن كانت هناك رغبات من حاكميها حسني مبارك وعلي عبد الله صالح لتوريث الحكم لابنائهم جمال واحمد على التوالي لكن سرعان ما اندلعت الثورة في مصر التي اطاحت بمبارك والثورة في اليمن التي توشك على الاطاحة بصالح, كذلك في الأنظمة الملكية كان هناك حكم مطلق مما أدى لخروج مظاهرات في الدول الملكية مثل البحرين والاردن والمغرب للمطالبة بملكية دستورية ومزيد من الحريات.
الأوضاع المعيشية:
ذكرت منظمة العمل الدولية أن تفاقم مشكلة البطالة في الوطن العربي كان من بين العوامل التي أشعلت شرارة الثورات الشعبية. وأوضحت المنظمة أن معدل البطالة بين الشباب العربي بلغ أكثر بقليل من 23% عام 2010 م. وأضافت أن هذه النسبة ترتفع بأوساط النساء إلى أكثر من 30%، وأن مشاركهن بسوق العمل العربية هي الأضعف على مستوى العالم.[6]
وذكرت المنظمة كذلك أن سوق العمل العربية ضعيفة ولا تحظى إلا بعدد محدود للغاية من فرص التشغيل. ومما يفاقم هذه المشكلة ضعف معدلات النمو الاقتصادي والخلل الذي يعانيه المناخ العام للاستثمار.
وأشارت إلى أن ظروف العمل للشباب العربي سيئة للغاية جراء الأجور المتدنية والرعاية الاجتماعية والصحية المحدودة وعقود العمل غير الآمنة.
كما انتقدت المنظمة الدولية غياب الدور الفعال للنقابات العمالية بالدول العربية.
إنتحار البوعزيز:
قام الشاب التونسي محمد البوعزيزي بإحراق نفسه يوم 17 ديسمبر في مدينة سيدي بوزيد التونسية لانه سئم وضعه الاجتماعي المتردي إضافة لتسلط الشرطة على المواطنين وعدم قبول الشكاوي الموجهة ضددهم, وتضامن اهالي سيدي بوزيد مع البوعزيزي وخرجوا في مظاهرات للمطالبة بالعدالة والحرية, ولكن الاحتجاجات سرعان ما تحولت إلى ثورة اطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي لتكون شرارة الاحتجاجات في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
الدول العربية التي شهدت ثورات:
تونس:
ثورة الأحرار التونسية: اندلعت يوم الجمعة 18 ديسمبر 2010 تضامناً مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في 17 ديسمبر 2010 تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها (توفي يوم الثلاثاء الموافق 4 يناير 2011 نتيجة الحروق)، أدى ذلك إلى اندلاع شرارة المظاهرات في يوم 18 ديسمبر 2010 وخروج آلاف التونسيين الرافضين لما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. ونتج عن هذه المظاهرات التي شملت مدن عديدة في تونس عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن، وأجبرت الرئيس زين العابدين بن علي على إقالة عدد من الوزراء بينهم وزير الداخلية وتقديم وعود لمعالجة المشاكل التي نادى بحلها المتظاهرون، كما أعلن عزمه على عدم الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014.[7]
وتم بعد خطابه فتح المواقع المحجوبة في تونس كاليوتيوب بعد 5 سنوات من الحجب، كما تم تخفيض أسعار بعض المنتجات الغذائية تخفيضًا طفيفًا. لكن الانتفاضة توسعت وازدادت شدتها حتى وصلت إلى المباني الحكومية مما أجبر الرئيس بن علي على التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد بشكل مفاجئ بحماية أمنية ليبية إلى السعودية يوم الجمعة 14 يناير 2011[8] فأعلن الوزير الأول محمد الغنوشي في نفس اليوم عن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة وذلك بسبب تعثر أداء الرئيس لمهامه وذلك حسب الفصل 56 من الدستور، مع إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول. لكن المجلس الدستوري قرر بعد ذلك بيوم اللجوء للفصل 57 من الدستور وإعلان شغور منصب الرئيس، وبناءً على ذلك أعلن في يوم السبت 15 يناير 2011 عن تولي رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت إلى حين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة من 45 إلى 60 يومًا.
مصر:
ثورة 25 يناير أو ثورة الغضب: هي انتفاضة شعبية اندلعت يوم الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني 2011 م الموافق 24 صفر 1432 هـ[9] (وكان يوم 25 يناير/كانون الثاني هو اليوم المحدد من قبل عدة جهات وأشخاص أبرزهم الناشط وائل غنيم وحركة شباب 6 أبريل[10] وهو يوافق يوم عيد الشرطة في مصر). وذلك احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية السيئة وكذلك على ما اعتبر فساداً في ظل حكم الرئيس محمد حسني مبارك.[11]
كان للثورة التونسية الشعبية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي أثرٌ كبيرٌ في إطلاق شرارة الغضب الشعبي في مصر.
أدت هذه الثورة إلى تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير/شباط 2011 م, ففي السادسة من مساء الجمعة 11 فبراير 2011 م أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان قصير عن تخلي الرئيس عن منصبه وأنه كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد.[12]
الدول العربية التي شهدت احتجاجات عارمة:
اليمن :
ثورة الشباب اليمنية أو ثورة التغيير السلمية: هي ثورة شعبية انطلقت يوم الجمعة 11 فبراير/شباط عام 2011 م الذي أطلق عليه اسم "جمعة الغضب" (وهو يوم سقوط نظام حسني مبارك في مصر) متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي وثورة 25 يناير المصرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. قاد هذه الثورة الشبان اليمنيون بالإضافة إلى أحزاب المعارضة للمطالبة بتغيير نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاماً, والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. وكان لمواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل فيسبوك مساهمة فعالة في الثورة إلى حد كبير, حيث ظهرت العديد من المجموعات المناوئة للنظام الحاكم بدأت بمطالب إصلاحية ثم ارتفع سقف المطالب إلى إسقاط النظام. ومنها مجموعة "ثورة الشباب اليمني لإسقاط النظام". ولعبت هذه المواقع دوراً كبيراً في تنظيم الاعتصامات واستمرارها, وفي الخروج بالمسيرات. ,و قد كان يوم الجمعة التي عرفت بجمعة الكرامة 18 مارس يوما مفصليا في الثورة اليمنية حيث انضم بعدها الكثير من مشائخ وزعماء القبائل والشخصيات الاجتماعية إلى الثورة بعد أن انضم إليها اللواء علي محسن الاحمر يوم الاثنين 21 مارس بعد تأثره بمذبحة جمعة الكرامة التي راح ضحتها 52 شهيد من الشباب المعتصمين السلميين في ساحة التغيير بصنعاء إلى جانب أكثر من 700 جريح بنيران القناصة التي قال المعتصمون أنهم ينتمون إلى الحرس الجمهوري وبلاطجة الحزب الحاكم فيما رد الرئيس صالح أنهم من سكان الحارات المجاورة لساحة الاعتصام والذين تضرروا من المعتصمين.. ورغم كمية الاستقالات الرهيب الذي حصل بعد انضمام علي محسن للثورة إلا أن التباطئ في الزحف للقصر الجمهوري من قبل شباب الثورة أعطى الوقت لصالح لاعادة ترتيب اوراقه ومنها مسارعته إلى حل الحكومة وتكليفها بتصريف الاعمال خشية ان يقدم الوزارء استقالتهم بعد أن قدم ثلاثة وزارء منهم بالفعل استقالتهم يوم الاثنين.. واستمرت المناورات بين شباب التغيير والمعارضة من جهه وبين صالح من الجهه الأخرى وقد غادر الرئيس علي عبد الله صالح البلاد متوجها إلى السعودية يوم 4 يونيو/حزيران للعلاج بعد سقوط قذيفة على القصر الرئاسي يوم الجمعة الموافق 3 يونيو/حزيران وتحوم الشكوك حول احتمالية عودته مرة أخرى للبلاد
ليبيا:
ثورة 17 فبراير هي ثورة شعبية ليبية اندلعت شرارتها يوم الخميس 17 فبراير/شباط عام 2011 م (يوم الغضب) على شكل انتفاضة شعبية شملت معظم المدن الليبية. وسبقت الثورة احتجاح يوم 14 يناير بمدينة البيضاء على الأوضاع المعيشية واشتبك المتظاهرون مع الشرطة وهاجموا المكاتب الحكومية[13]. وقد تأثرت هذه الثورة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. قاد هذه الثورة الشبان الليبيون الذين طالبوا بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. كانت الثورة في البداية عبارة عن مظاهرات واحتجاجات سلمية, لكن مع تطور الأحداث وقيام الكتائب التابعة لمعمر القذافي باستخدام الأسلحة النارية الثقيلة والقصف الجوي لقمع المتظاهرين العزّل, تحولت إلى ثورة مسلحة تسعى للإطاحة بمعمر القذافي الذي قرر القتال حتى اللحظة الأخيرة.
الجزائر :
احتجاجات الجزائر 2011 م: هي حملة احتجاجات شعبية بدأت منذ شهر يناير/كانون الثاني عام 2011 م, متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. وقادت هذه الاحتجاجات أحزاب المعارضة بالإضافة إلى الشبان الجزائريين الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
الأردن:
الاحتجاجات الأردنية 2011: هي موجة من المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية التي انطلقت في مختلف أنحاء الأردن مطلع عام 2011 م متأثرة بموجة الاحتجاجات العربية العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصةالثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك.[14] كان من الأسباب الرئيسة لهذه الاحتجاجات تردي الأحوال الاقتصادية وغلاء الأسعار وانتشار البطالة. وقد بدأت هذه المَسيرات يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011 بعد صلاة الجُمعة واستمرت في الأسابيع التالية.
البحرين:
الاحتجاجات البحرينية 2011 م: هي حملة احتجاجات شعبية بدأت يوم الإثنين 14/2/2011 م متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. قاد هذه الاحتجاجات شباب مستقلون إلى جانب سبع جمعيات معارضة شيعية وليبرالية وقومية وبعثية تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية إلى جانب جمعيات معارضة غير مسجلة رسميا لدى الدولة كجمعية الوفاء وحركة حق بقيادة حسن مشيمع. وتتميز هذه الثورة بالتكتم الإعلامي الشديد عليهاً نظراً لأنها أول ثورة تستهدف نظام ملكي وخليجي.
العراق:
الاحتجاجات العراقية 2011 م: هي حملة احتجاجات شعبية بدأت منذ مطلع شهر شباط/فبراير عام 2011 م متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. قاد هذه الاحتجاجات شبان يطالبون بالقضاء على الفساد وإيجاد فرص عمل لأعداد كبيرة من العاطلين خاصة حملة الشهادات الجامعية، والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. فيما رصد المراقبون غيابا للأحزاب والكتل السياسية والرموز الدينية التي استحوذت على الشارع العراقي بعد الغزو الأميركي للبلد عام 2003 م. الأمر الذي أوضح أن الصراع الطائفي والعرقي ليس بين أبناء الشعب بل بين الكيانات السياسية التي لا تمثل واقع المجتمع.
المغرب:
الاحتجاجات المغربية 2011 م: هي حملة احتجاجات شعبية انطلقت يوم الأحد 20/2/2011 م متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة بالثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. قاد هذه الاحتجاجات الشبان المغاربة "حركة 20 فبراير" بدعم من الهيئات الحقوقية والأحزاب السياسية المغربية وعموم المواطنين المغاربة, وطالب المتظاهرون بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
سوريا:
الانتفاضة السورية أو ثورة الأحرار السورية: هي انتفاضة شعبية انطلقت يوم الثلاثاء 15 آذار/مارس عام 2011 م ضد القمع والفساد وكبت الحريات وتلبية لصفحة: الثورة السورية ضد بشار الأسد.. على الفيسبوك في تحد غير مسبوق لحكم بشار الأسد متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. قاد هذه الثورة الشبان السوريون الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا شعار: "حرية... حرية", لكن قوات الأمن والمخابرات السورية واجهتهم بالرصاص الحي فتحول الشعار إلى "إسقاط النظام".
سلطنة عُمان:
الاحتجاجات العـُمانية 2011 م: هي حملة احتجاجات شعبية انطلقت يوم الجمعة 18 يناير/كانون الثاني عام 2011 م, متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. قاد هذه الاحتجاجات الشبان العمانيون الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
لبنان:
الاحتجاجات اللبنانية 2011: هي حملة من المظاهرات والمسيرات انطلقت يوم 27 شباط/فبراير عام 2011 م متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. وقاد هذه الاحتجاجات الشبان اللبنانيون للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. كان من الأسباب الرئيسة لهذه الاحتجاجات هو النظام الطائفي الذي يحكم لبنان منذ أكثر من سبعة عقود، حيث أن الرئاسات الثلاث (الدولة, الحكومة, مجلس النواب) مُقسمة بشكل طائفي منذ أيام الانتداب الفرنسي واستمر حتى بعد جلائه عن لبنان عام 1946 م. فجاءت هذه المظاهرات للمطالبة بنظام علماني مدني ينهي التقسيم الطائفي للبلاد الذي كان وقوداً الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990 م.
فلسطين:
1- الاحتجاجات الفلسطينية لإنهاء الانقسام: هي حملة من المظاهرات والمسيرات والاعتصامات بدأت في 13/2/2011 قام بها مجموعة من الشباب تحت اسم الحملة الوطنية الشبابية لإنهاء الإنقسام والاحتلال, علماً بأن الفكرة طرحت وبدء العمل بها في مؤتمر الشباب الفلسطيني بتاريخ 8-9/12/2010 وتأخر انطلاق برنامجها نتيجة الاحداث في تونس, وكانت أول فعالية في 24/2/2011 في الضفة وغزة والشتات والداخل الفلسطيني 1948 وتوجت في أكبر فعالية مشتركة في 15 آذار/مارس عام 2011 م في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة لإنهاء الانقسام الفلسطيني (بين حركتي فتح وحماس), متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. وقاد هذه الاحتجاجات الشبان الفلسطينيون مع بعض الفصائل الفلسطينية للمطالبة باستعادة الوحدة الوطنية ورفع الحصار عن قطاع غزة.
2- الانتفاضة الفلسطينية الثالثة: مجموعة من المسيرات المليونية كان قد خطط لها الشبان الفلسطينيون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في يوم 15 أيار/مايو عام 2011 (الذكرى 63 للنكبة) للعودة إلى فلسطين, تمت الدعوة لها بعد اندلاع موجة الاحتجاجات العارمة في الوطن العربي مطلع عام 2011 م. وقد أطلق عليها اسم "مسيرة العودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948"، والتي تم تهجير أجدادهم وأبائهم منها ومن ثم تأسيس دولة إسرائيل على أنقاضها. ويعتمد المتظاهرون في مسيرة العودة على القرار الأممي 194 الذي ينص على حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى القرى والمدن التي تم تهجيرهم منها نتيجة لحرب 1948. وكان موعد الإنطلاق -حسب موقع فيسبوك- من 30 نقطة تنتشر على طول حدود الدول المحيطة بفلسطين التاريخية؛ وهي الأردن، سوريا، لبنان ومصر وفي يوم 15/مايو/2011م إندلعت التظاهرات في عدة نقاط تماس منها حاجز قلنديا الذي يربط بين مدينتي رام الله والقدس الذي أصيب عنده 150 من الشبان الفلسطينيين وتم اعتقال بعضهم بمساعدة فرقة "المستعربين" في الجيش الإسرائيلي ،و عند الحدود مع لبنان في قرية مارون الراس الحدودية زحف الشبان الفلسطينيون نحو الحدود وقاموا برشق الجنود الإسرائيليين المتواجدين على الجانب الإسرائيلي من الحدود بالحجارة مما حذا بالجنود الإسرائيليين إطلاق النار على المتظاهرين وفي تلك اللحظة حاول الجيش اللبناني إبعاد الفلسطينيين عن الحدود عبر إطلاق النار في الهواء لكنه لم يفلح في ذلك وإنتهى الأمر بمقتل عشرة فلسطينيين بالرصاص على أيدي القوات الإسرائيلية ،وتمثل أهم إختراق للمتظاهرين هو قطع الأسلاك الشائكة والمرور عن حقول الألغام والدخول إلى قرية مجدل شمس داخل الجولان المحتل ،ورأت الصحف الإسرائيلية بأن ذلك الإختراق يمثل فشلاً أمنياً ذريعاً لإسرائيل عندها خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قائلاً في تصريح تلفزيوني مقتضب "نأمل عودة الهدوء سريعا ولكن لا يساور أحدا شك في أننا عازمون على الدفاع عن حدودنا وسيادتنا" وإنتهت المشكلة في مجدل شمس بترحيل من قطعوا الحدود إلى حيث جاؤو وتسليم جثث الفلسطينيين الأربعة الذين كانو قد قتلوا خلال عبورهم إلى القرية وأصيب في ذلك اليوم نحو 175 مشاركاً برصاص الجيش الإسرائيلي ،وفي مصر منعت السلطات عبور المصريين إلى سيناء وذلك لأنهم كانوا ينوون التوجه بأعداد كبيرة إلى غزة، وعلى الحدود الأردنية الإسرائيلية حاول العديد من الشبان الوصول إلى جسر الحسين ومن ثم عبوره إلا أن قوات الدرك الأردنية فرقتهم ومنعتهم من إكمال مسيرتهم ،وفي نهاية الأمر توقفت الإحتجاجات في نفس اليوم وليس حسب ما خططت صفحة "الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة" على الفيس بوك.
جيبوتي:
انتقلت الثورات التي تجتاح عدة دول عربية إلى جيبوتي ذات الأهمية الإستراتيجية الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي لأفريقيا. وصرحت أحزاب معارضة بأن أكثر من ثلاثين ألفا خرجوا يوم الجمعة 18/2/2011 م احتجاجا على حكم الرئيس عمر غيلة الذي ألغى العام الماضي فقرة دستورية تسمح له بالحكم لولايتين، ليسمح له بالترشح للمرة الثالثة للانتخابات المزمع إجراؤها في أبريل/نيسان المقبل.[17]
وقال زعيم المعارضة إسماعيل غيدي هاريد، الذي اعتقل ثم أفرج عنه مع اثنين آخرين، لصحيفة فايننشال تايمز إن المظاهرات استمرت في سبعة مدن، وأكد أن مظاهرات أكثر تنظيما ستخرج قريبا. وأضاف أن الناس يتظاهرون ضد الدكتاتورية وغياب الديمقراطية والحكم لأكثر من ولاية، مؤكدا أن الأحزاب المعارضة اتخذت قرارا باستمرار المظاهرات.
وتنقل الصحيفة عن شاهد عيان أن المظاهرة بدأت سلمية غير أن الشرطة سرعان ما أطلقت القنابل المدمعة وفرقت الجموع.
من جانبه قال عبد الرحمن بوريه -وهو الصديق السابق للنظام في المنفى- إن الرئيس لن يفلت بفعلته، فقد اخترق الدستور، وهذا أمر غير مقبول اليوم في ظل مع ما يجري في الدول العربية. وأضاف بوريه أن الطبقة المتوسطة لم يعد لها وجود، وحان الوقت كي لا يبقى هناك أي فقير.
يذكر أن جيبوتي تتمتع بأهمية إستراتيجية باعتبارها قاعدة أساسية لمكافحة الإرهاب والقراصنة، كما تحتضن هذه البلاد -التي تعتبرها واشنطن "موقعا إستراتيجيا حيويا"- القيادة العسكرية الأميركية "أفريكوم".
الصومال:
--السبت 12/3/2011 م: نظمت الإدارة الإسلامية في كيسمايو -الواقعة على الساحل الصومالي على بعد 528 كلم جنوب غرب العاصمة مقديشو- مظاهرة ضخمة يوم السبت 12/3/2011 م تحت شعار "وحرض المؤمنين" شارك فيها آلاف من السكان ضد التدخل العسكري الأجنبي. وجاءت المظاهرة -بالمدينة المنضوية تحت حركة الشباب المجاهدين- وسط تصعيد عسكري قوي بين القوات الإثيوبية والأفريقية والحكومية من جهة وبين مقاتلي الحركة من جهة ثانية، والذي يجري هذه الأيام بأكثر من جبهة عسكرية. وردد المشاركون شعارات معادية لإثيوبيا وأوغندا وكينيا وأميركا وإسرائيل وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ورفعوا لافتات تحض على الجهاد ضد تلك الدول، وأخرى تحض على النفير إلى جبهات القتال، وتقوية الجبهة الداخلية، وتوحيد الصفوف، كما رفعوا صور المسجد الأقصى. وقد وصلت حشود المتظاهرين الضخمة -المؤلفة من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية- إلى ميدان الشريعة وسط المدينة الذي كان يطلق عليه سابقا اسم ميدان التحرير، بينما أغلقت المحلات التجارية والمؤسسات التعليمية والاتصالية. وفي كلمة مقتضبة له أمام الحشود توعد والي كيسمايو حسن يعقوب علي القوات الإثيوبية والأفريقية بشن حروب طويلة وقاسية ضدهم، معلنا الجهاد عليهم، مشددا على ضرورة مشاركة الجميع في الدفاع عن الدين والأرض والعرض ضد من وصفهم بالغزاة الصليبيين. وأكد يعقوب أن هدفهم هو "الدفاع عن الإسلام، وتطبيق الشريعة الإسلامية" مشيرا إلى اقتراب موعد إعلان الدولة الإسلامية "برغم أنف الكفار، والمنافقين" داعيا الصوماليين إلى الوحدة خلف المجاهدين والدفاع عن الدين. بدوره تعهد والي مناطق ولايتي جوبا، الشيخ يوسف علي آدم، في كلمة موجزة ببذل أقصى الجهود الرامية إلى "إفشال خطط القوات الإثيوبية" مذكرا بأن الصومال ليس للقوات الأفريقية والإثيوبية، ولا لمن وصفهم بالمرتدين والعملاء وإنما هو للمسلمين، على حد تعبيره. وأشار آدم إلى تسابق الصوماليين جميعا إلى ساحات المعارك، مشيرا إلى أن "شيوخ العشائر" انخرطوا في عمليات القتال ضد من وصفهم بالغزاة المعتدين، وأن الشعب ملتحم مع المجاهدين.
الأحواز:
شهد إقليم الأحواز العربيّ مظاهرات مناهضة للنظام في عدة مدن أحوازية دُعي إليها تحت اسم "يوم الغضب" في تاريخ 15 أبريل 2011.[19] ففي يوم الأربعاء 13 أبريل وقبل مَجيء يوم 15 أبريل المُحدد لبدأ الانتفاضة في الأحواز خرجت مُظاهرات كبيرة شارك فيها المئات تُندد بالاعتقالات وقطع الخدمات العامة وبعض الاتصالات عن الإقليم في وقت سابق - والتي جاءت كاستعدادات من طرف السلطات الإيرانية للانتفاضة -، وتطوَّرت هذه المُظاهرات بعد فترة إلى اشتباكات عَنيفة بين الأمن والمُتظاهرين سقط فيها 3 قتلى والعديد من الجَرحى بينما اُعتقل 150 شخصاً.[20] وبعدَ يومين جاءَ يوم الجمعة 15 أبريل المُنتظر لبدأ الانتفاضة، الذي تفجرت فيه مدن الإقليم بمُظاهرات حاشدة مُختلفة شارك بها الآلاف في مدن الخفاجية (3 قتلى وعدة جرحى من المُتظاهرين)[21] والحميدية (عدة جرحى من المُتظاهرين وجريحان من الأمن) والملاشية (قتيل من المُتظاهرين وقتيلان من الأمن)، كما حاصر الأمن الإيرانيُّ مُختلف الأحياء العربية في إقليم الأحواز وأطلق النار في شوارع مدنه بشكل عشوائيّ خلال باقي اليَوم.[22]
وقد قامت أجهزة الأمن الإيرانية بقمع هذه المُظاهرات مباشرة مُستخدمة الأسلحة النارية والرصاص الحيّ، مما أدى إلى سقوط عدد يَتراوح من 3 إلى 19 قتيلاً - بسبب تفاوت المَصادر - وعدد كبير من الجرحى قيل أنه بلغ 150 جريحاً.[19][23] كما خرجت المَزيد من المُظاهرات في "حي الثورة" الوَاقع ضمن مدينة الأحواز يوم السبت 16 أبريل التالي، إلى أن مصيرها كان ذاته بالتفريق بالرصاص الحي.[19] ولاحقاً بعد انتهاء احتجاجات يوم الغضب، قامت السلطات بتَسميم مياه الاستخدام المنزليّ في الإقليم، مما أدى إلى وُقوع 55 حالة تسمَّم بين المدنيين. كما وَردت أنباء بعد ذلك تفيد بأن قوات الأمن حاصرت العديد من مدن الإقليم، وأنه سقط ما لا يَقل عن 10 قتلى في صفوف المدنيين بينما شنت السلطات حملة اعتقالات واسعة في المنطقة مع منع جرحى المظاهرات من دخول المستشفيات.[21] كما نقلت بعض الوكالات وُجود بعض التضاربات وعدم الاستقرار الداخلي في الحرس الثوري الإيراني حيث وَجه عدد كبير من الضباط رسالة إلى قائد الحرس عبروا فيها عن اعتراضهم على أي خُطط مُحتملة لإطلاق النار على المحتجين.[24]
بعد ثلاثة أسابيع من هذه الاضطرابات، حكمت السلطات الإيرانية في يوم الخميس 8 مايو 2011 على 9 مواطنين من مدينة الأحواز بالإعدام، ونفذت حُكم 3 منهم على مرأى من الناس وَسط حي عربي في المَدينة. وقد نُظم اعتصام بعدَ ذلك أمام مبنى البرلمان البريطاني في عاصمة المملكة المُتحدة لندن يوم الأحد 15 مايو احتجاجاً على تلك الأحداث، ومُطالبة بتحرير إقليم الأحواز.[25] وقد ذكرت بعض المَصادر أن عدد القتلى في الإقليم بلغ أكثر من 100 شخصٍ بحُلول أواسط شهر مايو بعدَ أن استمرَّت السلطات الإيرانية بالتضييق عليه وقمع الحراك فيه منذ يوم الغضب في تاريخ 15 أبريل، كما قالت أن سكانه يُعانون من نقص في توافر المواد الغذائيَّة والطبيَّة. وفي أواسط شهر مايو ذاته، أعلن نائبان بحرينيان أنهما يُخططان لإرسال سفينتي مُساعدات إلى منطقة الأحواز مُحملتين بالمَعونات والطعام والأدوية اللازمة للسكان المُحاصرين.[26]
وفي وَقت سابق قبل بدأ المُظاهرات في الإقليم، كان قد نُظم اعتصام أمام السفارة الإيرانية في القاهرة يوم السبت 26 مارس شارك فيه ما يُقارب 40 شخصاً مُتضامنين مع الشعب الأحوازي بعدَ بدأ انتشار أولى دعوات يوم الغضب، غير أن 25 شخصاً آخرين خرجوا من داخل السفارة فجأة وهاجموا المُتظاهرين وسرقوا اللافتات التي كانوا يَرفعونها دونَ أي تدخل من الشرطة المصرية القابعة أمام السفارة، وقد أدى هذا الهُجوم إلى وُقوع جريحين بين المُعتصمين على الأقل. كما خرجت مُظاهرات تضأمنية في الأحواز معَ الانتفاضة الفلسطينية الثالثة يومَ 15 مايو، غير أنها قوبلت بوَابل عنيف من الرَّصاص من الأمن الإيراني أسقط قتيلاً و9 جرحى بين المُتظاهرين.
منطق الثورات العربية:
1.عزمي بشارة: يقف المفكر العربي عزمي بشارة في صف الثورات العربية، منطلقا من أن المثقف العضوي مرتبط بطموحات الجماهير خصوصا جيل الشباب الذي فجر الربيع العربي. ورافق بشارة هدير الجماهير، ليس فقط عبر إطلالته الإعلامية في تحليل الثورات، بل -وقبل ذلك- من خلال تطوير خطاب ديمقراطي ثوري وعقلاني في الوقت نفسه، استطاع فيه أن يعمل المبضع في التراكيب الاجتماعية السياسية والفكرية العربية.
وليس غريبا والحالة هذه أن من تابع الثورات العربية يستطيع أن يلمس أن كتبه الأخيرة مثل "أن تكون عربيا في أيامنا" و"المسألة العربية"، إضافة إلى مقالاته وخطابه المعروف منذ نهاية التسعينيات مما روج لفكرة "دول المواطنين"، كانت في العديد من الحالات مراجع وبيانات للتغيير استند لها المنتفضون في تحليل الأوضاع التي ثاروا عليها.
ويبدو الحوار مع بشارة ضرورة ملحة، خصوصا أنه اشتبك مع الشؤون العامة من خلال التثوير الفكري ضد أنظمة ترى أي تحليل نقدي عملا تحريضيا ضد سيادتها. كما أن اشتباك بشارة في نقد الفكر اليومي يضعه في دائرة الضوء ويجعله مادة خصبة للتحليل، وحتى الخصومة من قبل أنصار الوضع القائم ربما، وهذا ما يجعل هذا الانحياز لقضايا الناس بالعمل اليومي تورطا وتضحية من المفكر لهما ثمن. فمن الأسهل للمثقف العربي البارز أن يجلس ويكتب وينشر فقط، ويتعالى على الخصومات، ولكن كيف يستقيم ذلك مع التنظير للديمقراطية ودور المثقفين.
وإذا اختار المثقف ألا يقف على الحياد في هذه اللحظة التاريخية ولو كلفه الأمر ثمنا، فلا بد أن تتوالى الأسئلة، كيف يستقيم مثلا أن يحمل هذا المفكر لواء العروبة، ثم ينحاز للثورة على القذافي "أمين القومية العربية"، وكيف يدعو بشارة إلى دولة مدنية ديمقراطية لجميع المواطنين، وهو يدرك قبل غيره أن دولا عربية عدة تتكون من فسيفساء إثنية وطائفية ستنفجر إذا أرخت الدولة العربية قبضتها أمام "خطاب الأماني"، فتتهم الأنظمة الفكر الديمقراطي بالتخريب، تخريب التوازنات التي لا يحرسها إلا الاستبداد.
2.الشيخ رائد صلاح: توقع رئيس الحركة الإسلامية في أراضي عام 1948 الشيخ رائد صلاح أن تكون الثورات العربية مقدمة لتحرير القدس والمسجد الأقصى من الاحتلال الإسرائيلي. وقال صلاح إن "الاحتلال سيزول يوم أن تملك الشعوب العربية إرادتها". وأكد أن الثورات في تونس ومصر وغيرها من البلاد العربية "تنتصر لإرادة الشعوب أولا ثم تنتصر لقضية القدس والمسجد الأقصى". واعتبر الشيخ صلاح أن الثورات العربية أعادت قضية القدس والمسجد الأقصى لمكانتها الطبيعية التي كانت على مدار التاريخ العربي والإسلامي "رافعة النصر والكرامة والعزة واليقظة". وطالب الأمة العربية بأن لا تكون ذكريات الفتح العمري مجرد احتفالات وأن تتحول لتجديد الواقع.
الثورات العربية في عيون الغرب:
اعتبرت الكاتبة الأميركية ريبيكا سولنيت أن الثورات العربية التي شهدتها البلدان العربية تحمل في طياتها مفاجآت، مشيرة إلى أن درجة غليان الماء معلومة لدى الجميع، ولكن درجة غليان الشعوب تبقى غامضة.
فقد تفاجأ العديد في الغرب بأن العالم العربي -الذي قيل لنا إنه من القرون الوسطى وهرمي وغير ديمقراطي- يشهد جيلا من الشبان بجنسيه، يستخدم الإنترنت والأجسام العارية في الشوارع والساحات من أجل إحداث تغيير عبر الديمقراطية المباشرة والقوة الشعبية.
وتقول الكاتبة أن ثمة مفاجأة بأن الأنظمة التي لا تتزعزع تفتتت بطرق دبت الهلع في الأنظمة القوية بدءا من السعودية إلى الصين والجزائر والبحرين. كما أن عامل التوقيت يشكل عنصر مفاجأة آخر.
وطرحت عدة تساؤلات، منها لماذا كانت وفاة شخص –في إشارة إلى التونسي محمد البوعزيزي- هي التي أشعلت الانتفاضات؟ ومتى تصبح الإساءات غير المحتملة محتملة؟ ومتى يتبخر الخوف؟ وتقول سولنيت إن تونس ومصر لم تكونا تعيران بالا للمآسي والحالات غير المحتملة قبل إحراق البوعزيزي نفسه، مشيرة إلى أن درجة غليان الماء واضحة ولكن درجة غليان المجتمعات تبقى غامضة.
وتتابع أن مواقع ويكيليكس وفيسبوك وتويتر ساهمت بتلك الثورات، ولكن هذه المواقع كانت موجودة من قبل، فالشابة المصرية أسماء محفوظ حاولت أن تستخدم الإنترنت لتنظيم مظاهرة احتجاج بالسادس من أبريل/ نيسان 2008 ولكنها لم تفلح، إذ لم يتقدم معها سوى عدد ضئيل تمكنت الشرطة من تفريقهم. في حين أن الفتاة المذكورة تمكنت في يناير/ كانون الثاني 2011 م من دعوة الملايين إلى ميدان التحرير، وعجزت القوات الأمنية عن فض الاعتصام.
وبعد أن ذكرت الكاتبة أمثلة من التاريخ، تقول إن نشوب ثورة بدعوة من شخص لا يملك سوى حساب في فيسبوك يجب ألا يفاجئنا، لأن "الثورة عادة ما تشعلها الأعمال الشجاعة" كما حصل في الإمبراطورية السوفياتية. فمن يتحرر من الخوف يخرج عن السيطرة، وعندما يفقد الناس خوفهم تحدث بعض الأشياء المذهلة.
وتختتم بما قالته أسماء: "طالما تقول إنه لا يوجد أمل فلن يكون هناك أمل، ولكن إذا ما خرجت واتخذت موقفا فسيكون هناك أمل".
التغطية الإعلامية:
نالت قناة الجزيرة بتغطيتها المكثفة للثورات العربية الكثير من المصداقية والإشادة عند المتابع العربي خصوصا وتميزت بما وصف بأنه دعم أو انحياز للثورات، ونتج عن ذلك جدل ما بين مؤيد بدعوى استحالة الحيادية في المطلق وبالذات في ظرف غير معتاد كالثورة وضرورة دعمها معنويا، ومعارض بدعوى إلتزام الحيادية ما أمكن.
البعد القومي وتجديد الدعوة إلى الوحدة العربية:
أدى انتصار الثورتين التونسية والمصرية واندلاع الثورة في ليبيا إلى ظهور تيار شعبي جديد بين الشباب العربي يدعو إلى إقامة الوحدة العربية بسواعد الشباب، وعدم انتظار الأنظمة التي ركبت مطية القومية والوحدة العربية دون أن تحقق لها شيئاً. ظهرت صفحات عديدة على الفيسبوك تطالب بإقامة دولة الوحدة العربية مثل صفحة "نعم لتشكيل نواة الوحدة العربية (مصر ليبيا تونس)".
الانعكاسات على دول العالم:
1. روسيا: 22/2/2011 م: قالت روسيا أنها قد تخسر ما يزيد عن عشرة مليارات دولار إذا انهارت صفقات أسلحة مبرمة مع دول عربية شهدت أو تشهد ثورات أو احتجاجات شعبية على أنظمتها. ونقلت وكالة إنترفاكس عن مسؤول في قطاع التصنيع العسكري لم تورد اسمه أن الخسائر المحتملة تعادل قيمة مبيعات الأسلحة الروسية طيلة العام الماضي. وأضاف أن تكبد تلك الخسائر المحتملة سيكون انتكاسة في سعي موسكو إلى الإبقاء على العملاء الذين كانوا يقتنون منها الأسلحة منذ الحقبة السوفياتية, وفي مقدمتهم ليبيا ومصر واليمن بالإضافة إلى الجزائر.
2. إسرائيل: 28/2/2011 م: أظهر استطلاع شهري للرأي العام في إسرائيل تزايد القلق بعد تتابع الثورات في الدول العربية، وانهيار أنظمة حافظت على الهدوء في المحيط الإسرائيلي لسنوات.
ردود الفعل الدولية:
الولايات المتحدة الامريكية :
1.23/2/2011 م: في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض تطرق الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى موجة الثورات التي وقعت في غير بلد عربي، قائلا إن التغيير في الشرق الأوسط يتم بإرادة شعوبه وليس وفقا لمشيئة واشنطن.
2.25/2/2011 م: قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إنه في خضم سلسلة من الانتفاضات في الشرق الأوسط، تواجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما واقعا مرّا، مفاده أن ملوك منطقة الشرق الأوسط قد يخرجون سالمين من العاصفة التي تجتاح المنطقة، ولكن الرؤساء قد لا يستطيعون الصمود.
3.4/3/2011 م: قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الانتفاضات في منطقة الشرق الأوسط تخدم الولايات المتحدة وتمنحها فرصة كبيرة، ورأى أن هذه الثورات تفتح آفاقا واسعة أمام الأجيال الجديدة. ووصف أوباما هذه الثورات بأنها "رياح حرية" هبت على المنطقة، وقال أن القوى التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك يجب أن تتعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
إسرائيل:
1.23/2/2011 م: رجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تسفر التغييرات الجارية في العالم العربي عن حالة من عدم الاستقرار تستمر طويلا في حين أعرب وزير دفاعه عن أمله في سرعة الإطاحة بالزعيم الليبي متحسرا في الوقت نفسه على خسارة الرئيس المصري. بيد أن نتنياهو عاد وحذر مما اعتبره التداعيات المحتملة لانهيار الأنظمة في الدول العربية المجاورة لإسرائيل على مسألة الشريك السياسي، معترفا بأن أفضل خبراء الاستخبارات في دول كثيرة لم يتوقعوا ما جرى وأنهم غير قادرين على تقويم النتائج.
2.2/3/2011 م: اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن منطقة الشرق الأوسط تمر بما سماه صدمة تاريخية تؤكد أن لا مكان للضعفاء فيه، وأن "إسرائيل هي البلد الأقوى" مستبعدا أن تحدث التطورات أثرا فوريا عليها، لكن يتحتم عليها "التيقظ". واستبعد باراك في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي استتباب الديمقراطية الكاملة في الدول العربية في السنوات المقبلة، لكنه وصف التوجه الحالي "بالإيجابي" لكونه يؤدي إلى "مزيد من الانفتاح وحقوق الإنسان والأقليات والتنمية الاقتصادية".
روسيا: 24/2/2011 م: أبدى الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف قلقه من أن تتأثر بلاده وبشكل مباشر بالأحداث الجارية في الشرق الأوسط، وذلك في ظل ما تشهده منطقة شمال القوقاز الروسية خلال الأشهر الأخيرة من تصاعد غير مسبوق في أعمال العنف. وقال ميدفيديف في اجتماع طارئ للجنة مكافحة الإرهاب الوطنية مؤخراً بجمهورية أوسيتيا الشمالية "إن سلسلة الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط سيكون لها تأثير مباشر على الوضع في روسيا". ويرى أن هذه الأحداث قد تؤدي إلى تفكك دول الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة، وتوقع وقوع أحداث صعبة في المنطقة بما في ذلك وصول من سماهم متطرفين إلى السلطة، مشيرا إلى أن هؤلاء المتطرفين أعدوا مثل هذا السيناريو مسبقاً وأنهم سيحاولون تنفيذه. وأضاف أن هذا السيناريو لن ينجح في روسيا.
مؤتمر عربي ببيروت لدعم الثورات العربية: 27/2/2011 م: على وقع الإنجازات التي حققتها ثورتا تونس ومصر واتساع رقعة الدعوة لثورات في أكثر من قطر عربي، عقد المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية دورة طارئة مشتركة لدعم الثورات الشعبية العربية، بمشاركة نحو 350 شخصية من مختلف الأقطار العربية.
جامعة الدول العربية: 2/3/2011 م: أعلنت جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري عن تأجيل موعد انعقاد القمة العربية التي كانت مقررة بالعاصمة العراقية بغداد في 29 مارس/آذار 2011 م إلى موعد أقصاه 15 أيار/مايو 2011 م إلا إنه ونظرا لاستمرار الثورات في اليمن وسوريا وليبيا وتفجر المظاهرات في العراق للمطالبة بالحرية وإنهاء الاحتلال الأمريكي للعراق وإسقاط النظام العراقى فقد طلب العراق تأجيل القمة العربية إلى موعدها الإعتيادى في مارس من العام التالى (2012). وكانت مصادر مشاركة في الاجتماع قد أشارت إلى أن التأجيل جاء بسبب ما وصف بـ"التطورات الحالية في عدد من الدول العربية" والتي تمكنت من إسقاط كل من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك.